تكون ذكرياتنا حديثة العهد ملتصقة بذواتنا كقشرة , ثم بمرور الوقت تبدأ تلك الذكريات بالامتزاج تدريجياً بذواتنا حتى تصبح شيئاً فشيئاً جزءاً منها , و عندما تصل الذكريات الى درجة من التداخل مع ذواتنا بحيث تصبح جزءاً منها , تصبح عملية النسيان ( اى فقد الذكريات ) هى عملية فقد أجزاء من الذات , أى يصبح النسيان بمثابة عملية تحلل أو تبخر للذات , و يصبح التذكر بمثابة عملية حفاظ على الذات أو حفاظ على الهوية ..
...
فى السجون فقط يدرك البشر أهمية وخطورة تلك النقطة التى أتحدث عنها , حيث يصبح صمتهم الدائم غطاء لحربٍ ضروس تدور فى دواخلهم , أعنى الحرب ضد تحلل الذات , الحرب ضد النسيان الذى يصبح عندها مساوياً بشكلٍ ما للموت , وسوف أخبركم لماذا , لأننا فى السجن نتطلع دائماً الى الحرية , الحرية التى يصبح ’’الموت قبل الوصول اليها’’ كابوساً , ولما كان النسيان بمثابة تحلل للذات , فأنه يكون بشكلٍ ما ضرباً من الموت , أى إننا ندرك أنه يجب أن نصل الى الحرية بكامل ذواتنا , لا بذواتٍ ناقصة ..
..
فى تلك الحرب فقط ( حرب الذاكرة ضد النسيان ) تصبح نسخ الصور أقوى و أعمق من الصور الأصلية أو الواقعية , اذ تغدو الصورة التى تذكرها لحبيبتك أكثر جمالاً من حبيبتك الحقيقية , لانك سوف تضيف العديد من التفاصيل الى تلك الصورة لكى تجعلها أكثر جمالاً و تأنقاً و أكثر حقيقية و إقناعاً , إذ تصبح الصور الباهتة إنذاراً على بداية حدوث التحلل , و بالطبع يجب الا نسمح له أبداً بأن يطول ذواتنا اذا كنا راغبين حقاً فى البقاء , بعبارة موجزة : فى السجن فقط يصبح التذكر نوعاً من أنواع الصراع من أجل البقاء , و لكن _ للأسف _ هذا الصراع داخلى , ذاتىٌ إلى اقصى حد , و لهذا فهو شاقٌ جداً , وربما نيأس عندما نصل الى نقطة معينة , نقطة نقرر عندها التخلى عن خوض تلك الحرب التى هى بمثابة الجحيم , فنعلن إستسلامنا عن طريق تمنى أن يأتى الموت عاجلاً أو التمنى الدائم بأن نستطيع الذهاب إليه ..
..
فى هذا العالم التقنى الذى نعيشُ فيه , يصبح واقعنا أشبه ما يكون بسجن , حيث تكونُ مطالباً دائماً بأداء ’ أشغال شاقة ’ لكى يستمر بقاءك , فتجد نفسك معلقاً كدمية بين عدة خيوط , يجب أن تظل مستلسماً لها لكى تظل على المسرح , إذ لو تمردت سيتم الاطاحة بك فوراً خارج المسرح , فى هذا المأزق العام المشترك تصبح المقاومة ضرباً من المخاطرة , و ربما ضرباً من الانتحار , اذ انك تدرك دائماً بأنك تقاوم وحش , وحش غير مرئى , هذا الوحش يتكون منا نحنُ كلنا , أعنى النظام الرأسمالى العالمى , هذا النمط أو النسق أو الهيكل القابع حالياً على كوكب الأرض و الذى نعيشُ فيه , إذ يصبح العيش فى هذا الهيكل أو السجن الذى يوجد فيه كل البشر بمثابة السبيل الوحيد الممكن للعيش , لأنه لا يوجد ’ واقع ’ آخر نهرب إليه
..
و بما إن جميعنا يعيش فى هذا السجن الذى بلا أسوار , فإننا نصارع دائماً النسيان , نعم يمكننى القول إننا منخرطون دائماً ربما حتى بدون أن نشعر فى هذة الحرب الداخلية , حرب الحفاظ على ذواتنا , و بالتالى فان وجودنا العميق و الحقيقى يكون فى الغالب بداخلنا , أعنى إننا أغلب الأوقات أو ربما كلها نعيش وجودنا الحقيقيى فى الداخل لا فى الخارج , حيث لا نتمكن فى الأغلب من تحقيقه فى العالم الواقعى , فيصبح الخيال هو المتنفس الوحيد لنا لكى يتسنى لنا تحقيق ما نريد , يصبح الخيال هو مصدر الراحة و المتعة , ولذلك ستجد أغلب البشر منخرطين دائماً فى أحلام اليقظة أثناء عملهم , أنهم _ و إننا _ بحاجة دائماً الى الخيال لكى لا ننتحر, والخيال كما نعرف هو روح كل الفنون , وبذلك نصبح عندئذٍ فى أشد الحاجة دائماً للفن , يصبح الخلاص بالفن هو الخلاص الوحيد المتاح لنا , أو على الأقل نصبح فى أشد الحاجة له الآن , حيث يقومُ الواقع كل يومٍ بصلبنا ألف مرة , و حيثُ _ و ياللمفارقة _ نشكل نحنُ السجن و السجين و السجان
...
فى السجون فقط يدرك البشر أهمية وخطورة تلك النقطة التى أتحدث عنها , حيث يصبح صمتهم الدائم غطاء لحربٍ ضروس تدور فى دواخلهم , أعنى الحرب ضد تحلل الذات , الحرب ضد النسيان الذى يصبح عندها مساوياً بشكلٍ ما للموت , وسوف أخبركم لماذا , لأننا فى السجن نتطلع دائماً الى الحرية , الحرية التى يصبح ’’الموت قبل الوصول اليها’’ كابوساً , ولما كان النسيان بمثابة تحلل للذات , فأنه يكون بشكلٍ ما ضرباً من الموت , أى إننا ندرك أنه يجب أن نصل الى الحرية بكامل ذواتنا , لا بذواتٍ ناقصة ..
..
فى تلك الحرب فقط ( حرب الذاكرة ضد النسيان ) تصبح نسخ الصور أقوى و أعمق من الصور الأصلية أو الواقعية , اذ تغدو الصورة التى تذكرها لحبيبتك أكثر جمالاً من حبيبتك الحقيقية , لانك سوف تضيف العديد من التفاصيل الى تلك الصورة لكى تجعلها أكثر جمالاً و تأنقاً و أكثر حقيقية و إقناعاً , إذ تصبح الصور الباهتة إنذاراً على بداية حدوث التحلل , و بالطبع يجب الا نسمح له أبداً بأن يطول ذواتنا اذا كنا راغبين حقاً فى البقاء , بعبارة موجزة : فى السجن فقط يصبح التذكر نوعاً من أنواع الصراع من أجل البقاء , و لكن _ للأسف _ هذا الصراع داخلى , ذاتىٌ إلى اقصى حد , و لهذا فهو شاقٌ جداً , وربما نيأس عندما نصل الى نقطة معينة , نقطة نقرر عندها التخلى عن خوض تلك الحرب التى هى بمثابة الجحيم , فنعلن إستسلامنا عن طريق تمنى أن يأتى الموت عاجلاً أو التمنى الدائم بأن نستطيع الذهاب إليه ..
..
فى هذا العالم التقنى الذى نعيشُ فيه , يصبح واقعنا أشبه ما يكون بسجن , حيث تكونُ مطالباً دائماً بأداء ’ أشغال شاقة ’ لكى يستمر بقاءك , فتجد نفسك معلقاً كدمية بين عدة خيوط , يجب أن تظل مستلسماً لها لكى تظل على المسرح , إذ لو تمردت سيتم الاطاحة بك فوراً خارج المسرح , فى هذا المأزق العام المشترك تصبح المقاومة ضرباً من المخاطرة , و ربما ضرباً من الانتحار , اذ انك تدرك دائماً بأنك تقاوم وحش , وحش غير مرئى , هذا الوحش يتكون منا نحنُ كلنا , أعنى النظام الرأسمالى العالمى , هذا النمط أو النسق أو الهيكل القابع حالياً على كوكب الأرض و الذى نعيشُ فيه , إذ يصبح العيش فى هذا الهيكل أو السجن الذى يوجد فيه كل البشر بمثابة السبيل الوحيد الممكن للعيش , لأنه لا يوجد ’ واقع ’ آخر نهرب إليه
..
و بما إن جميعنا يعيش فى هذا السجن الذى بلا أسوار , فإننا نصارع دائماً النسيان , نعم يمكننى القول إننا منخرطون دائماً ربما حتى بدون أن نشعر فى هذة الحرب الداخلية , حرب الحفاظ على ذواتنا , و بالتالى فان وجودنا العميق و الحقيقى يكون فى الغالب بداخلنا , أعنى إننا أغلب الأوقات أو ربما كلها نعيش وجودنا الحقيقيى فى الداخل لا فى الخارج , حيث لا نتمكن فى الأغلب من تحقيقه فى العالم الواقعى , فيصبح الخيال هو المتنفس الوحيد لنا لكى يتسنى لنا تحقيق ما نريد , يصبح الخيال هو مصدر الراحة و المتعة , ولذلك ستجد أغلب البشر منخرطين دائماً فى أحلام اليقظة أثناء عملهم , أنهم _ و إننا _ بحاجة دائماً الى الخيال لكى لا ننتحر, والخيال كما نعرف هو روح كل الفنون , وبذلك نصبح عندئذٍ فى أشد الحاجة دائماً للفن , يصبح الخلاص بالفن هو الخلاص الوحيد المتاح لنا , أو على الأقل نصبح فى أشد الحاجة له الآن , حيث يقومُ الواقع كل يومٍ بصلبنا ألف مرة , و حيثُ _ و ياللمفارقة _ نشكل نحنُ السجن و السجين و السجان