نعم أتذكر تلك اللحظة الأولى التى رأيتها فيها , لقد كان هذا الأمر منذُ بضعة سنوات و لكنى ما زلت أستطيع أن أتذكره بقوة , لقد شعرت عندما وقعت عينى عليها إننى نظرت إلى ملامح وجهٍ سقطت من عالمِ المُثل , لقد شعرتُ إنها كانت ’’ نموذجاً ’’ بالمعنى الأفلاطونى للكلمة , نموذجاً يسير بجانب ظلاله الباهتة على الأرض , أدركتُ فى تلك اللحظة بالحدس أن كل النساء ( ليس من هم حولها فقط , بل كل النساء الذين وجِدوا , و الموجودين و الذين سيوجدوا ) ما هم الا تعديلات على هذا النموذج الأصلى , تعديلات كلما قلت كلما إزددن شبهاً لها و بالتالى إزددن جمالاً و العكس صحيح , سيصعب علىَ إقناع من يقرأ هذا الكلام و لم يرها إنها كانت جميلة حقاً للدرجة التى تجعلنى أقول هذا الكلام الذى يبدو كمبالغات أدبية , و لكنى لا أملك إلا أن أقول إننى حقاً أعنى هذا الكلام , أعنيه حرفياً , أفقت فجأة من غمرة هذا التأمل لأجدها مادة يدها لى لكى أصافحها , لقد كانت صديقة لعشيقة صديقى , و كانت عشيقة صديقى تلك قد دعتها مسبقاً لأن تأتى لتلك الجلسة , صافحتها بدون أن تحول عينىَ عن النظر لعينيها و كأننى قررت أن أظل ناظراً إليها حتى لا تهرب , يجب من الأن أن تظل متواجدة فى مجال نظرى و أن لا تتعدى تلك الحدود , جلست أمامى فنظرت إلى يديها فلم أجد ما يدل على إنها مخطوبة أو متزوجة , تنهدت و قلتُ فى داخلى ’’ إلهى شكراً لك ! ’’
...
الأجمل من مضاجعة البشر هو مضاجعة المثُل ( ابتسامة خبيثة ) , نعم و بطريقة ما و بدون أن أستطرد فى سرد الأحداث , و جدتنى مستلقى عارياً على الفراش بجانبها , لقد كانت تداعب شعرى و من ثم تنزل بسبابتها حتى ذقنى , ثم تقوم برسم دوائر صغيرة عليها بإصبعها , أتذكر إننى أمسكتُ بسبابتها فى تلك اللحظة و تظاهرت مداعباً إننى سآكله , كان هذا بالطبع إرهاصاً للجماع الثانى ( ابتسامة خبيثة مرةً أخرى )
...
لقد تكلمتُ عن أول جماعٍ فقط لأنه دائماً الأهم , حيث تحاول الجِماعات التالية بيأسٍ أن تكونَ مثله , يمكننى القول إن فقط أول جماع يكون هو ’’ البشرى ’’ , أما فى الجِماعات التالية له تبدأ حيوانيتنا بالظهور , حتى يصل الأمر فى ذورته ليصبح عبارة عن حركاتٍ تؤدى بشكلٍ معتاد يكادُ يكونُ آلياً , كذلك تأوهات الجماع الأول , تكون شبقية على نحوٍ رائع , أما تأوهات الجماعات التالية فإنها لا تكون شبقية بقدر ما تكون ناتجة عن الألم و السخط , بعد الجماع الأول يظل العشيقين ممدين بجانب بعضهما البعض , يقومان بتبادل النظرات الرومانسية و القبلات من حينٍ لأخر , أما فى الجماعات التالية فإنهم يختفون من أمام بعضهم البعض حالما ينتهون , و لذلك فإننى أعتبر إن علاقتنا الحقيقية بدأت فى هذا الجماع الأول و إنتهت بإنتهائه
...
فى الواقع لم يكن هناك جِماعات تالية لهذا الجماع الأول الا القليل جداً , ربما إثنين أو ثلاث , كانوا كلهم فى يومٍ واحدٍ فقط , يوم أن إلتقيتها فى الصباح , لقد إختفت بعد هذا اليوم و لم أرها إلى الآن , و أعلم إننى إن وجدتها مرةً أخرى فلن تتطور الأمور بمثل هذا الذى حدث , حيثُ لن نفعلُ شيئاً أكثر من الجلوس فى مقهى و الثرثرة , و كأنه لم يكن يوماً بيننا أى شىء من هذا الذى تكلمت عنه , لقد كانَ هذا اليوم الذى قابلتها فيه من الأيام التى تكون أشبه بالومضات فى حياتنا , تلك الأيام التى لا ينبغى أن تحدث أكثر من مرة , مثل يوم القُبلة الأولى , و يوم التخرج من الثانوية , و يوم وفاةِ الأب أو الأم , كذلك كان يوم لقاءها بالنسبةِ لى , و مضة فى شريط الحياة الرتيب و المظلم , ومضة تضاعف فيها إحساسى بالوجود ..
...
الأجمل من مضاجعة البشر هو مضاجعة المثُل ( ابتسامة خبيثة ) , نعم و بطريقة ما و بدون أن أستطرد فى سرد الأحداث , و جدتنى مستلقى عارياً على الفراش بجانبها , لقد كانت تداعب شعرى و من ثم تنزل بسبابتها حتى ذقنى , ثم تقوم برسم دوائر صغيرة عليها بإصبعها , أتذكر إننى أمسكتُ بسبابتها فى تلك اللحظة و تظاهرت مداعباً إننى سآكله , كان هذا بالطبع إرهاصاً للجماع الثانى ( ابتسامة خبيثة مرةً أخرى )
...
لقد تكلمتُ عن أول جماعٍ فقط لأنه دائماً الأهم , حيث تحاول الجِماعات التالية بيأسٍ أن تكونَ مثله , يمكننى القول إن فقط أول جماع يكون هو ’’ البشرى ’’ , أما فى الجِماعات التالية له تبدأ حيوانيتنا بالظهور , حتى يصل الأمر فى ذورته ليصبح عبارة عن حركاتٍ تؤدى بشكلٍ معتاد يكادُ يكونُ آلياً , كذلك تأوهات الجماع الأول , تكون شبقية على نحوٍ رائع , أما تأوهات الجماعات التالية فإنها لا تكون شبقية بقدر ما تكون ناتجة عن الألم و السخط , بعد الجماع الأول يظل العشيقين ممدين بجانب بعضهما البعض , يقومان بتبادل النظرات الرومانسية و القبلات من حينٍ لأخر , أما فى الجماعات التالية فإنهم يختفون من أمام بعضهم البعض حالما ينتهون , و لذلك فإننى أعتبر إن علاقتنا الحقيقية بدأت فى هذا الجماع الأول و إنتهت بإنتهائه
...
فى الواقع لم يكن هناك جِماعات تالية لهذا الجماع الأول الا القليل جداً , ربما إثنين أو ثلاث , كانوا كلهم فى يومٍ واحدٍ فقط , يوم أن إلتقيتها فى الصباح , لقد إختفت بعد هذا اليوم و لم أرها إلى الآن , و أعلم إننى إن وجدتها مرةً أخرى فلن تتطور الأمور بمثل هذا الذى حدث , حيثُ لن نفعلُ شيئاً أكثر من الجلوس فى مقهى و الثرثرة , و كأنه لم يكن يوماً بيننا أى شىء من هذا الذى تكلمت عنه , لقد كانَ هذا اليوم الذى قابلتها فيه من الأيام التى تكون أشبه بالومضات فى حياتنا , تلك الأيام التى لا ينبغى أن تحدث أكثر من مرة , مثل يوم القُبلة الأولى , و يوم التخرج من الثانوية , و يوم وفاةِ الأب أو الأم , كذلك كان يوم لقاءها بالنسبةِ لى , و مضة فى شريط الحياة الرتيب و المظلم , ومضة تضاعف فيها إحساسى بالوجود ..