Social Icons

الحياة حفلة كبيرة : لـ | وليد حمدي اسرائيل

بحس إن أصدق وصف ممكن نوصف بيه الحياة هى إنها حفلة كبيرة , حفلة كبيرة على مركب كبير ماشى فـ وسط المحيط بليل بدون رُبان , كل الموجودين فـ الحفلة دى بيرقصوا , بتكتشف أول ما بتوعى إنك هنا .. فـ الحفلة ! , و إنه بما إن كل الموجودين بيرقصوا , إنك مش هينفع تفضل متنح كده , لازم ترقص عشان تفضل موجود ( بتكتشف إنك ملكش وجود أصلاً غير فـ الحفلة اللى لقيت نفسك محدوف فيها دى ) , و بالتالى هتدرك إنك عشان تفضل موجود لازم تشارك فـ الرقص , حتى لو غصب عنك
..
طيب لو حسيت إنه ’’ لا ! ’’ ؟ , هتلاقى كل اللى حواليك بيشدوك , بيشدوك بثقة لأنهم عارفين إنك بتنتميلهم , إنك مش غريب عنهم , و إن مكانك محجوزلك , وكل ما عليك هو إنك تتوجه إليه و ترقص مع كل الموجودين , ميعرفوش إنك برغم إنك شبههم إلا إنك حاسس دايماً وسطهم بالغُربة , و إنك من ساعة ما الحفلة بدأت و إنت كل ما تبصيلهم تسأل نفسك ’’ مين دول ؟! .. أنا إيه اللى جابنى هنا , مين اللى رمانى هنا وسطهم ؟ , طب قبل ما إترمى هنا كنت فين أصلاً ؟! ’’
..
وفـ وسط ما أنت بتسأل نفسك الأسئلة الجوهرية دى ( الأسئلة اللى أما بتسألها لنفسك بتحس فعلاً إنك إنسان حقيقى ) , مش هتاخد بالك إنك بالفعل بدأت تلتحم بيهم , إنك بدأت ترقص معاهم بتلقائية !, ربما هتحس فـ بعض الأوقات إنك عايز تنهى المهزلة دى , إنك عايز تهرب مـ الحفلة , لكن للأسف هتكتشف إن رجلك مغروزة فـ الأرض , و هتكتشف إن مهما ثورتك زادت على كل اللى بيحصل ده , إنك هتفضل دايماً بشكلٍ ما مربوط فيه
..
اللحظة دى بقا حاسمة جداً , لحظة جوهرية فـ حياتك , فـ الغالب هتتحدد فيها وجهة نظرك فـ الحياة اللى هتبص للأمور بناءً عليها , فـ اللحظة دى يا إما هتختار إنك تنسحب من المهزلة دى , بعد ما تبصق على الحفلة و اللى فيها , يا إما هتقرر تتماهى مع اللى بيحصل ده , فتقرر ترقص , بس ترقص بعزم ما عندك , لإن فـ الحفلة دى كل ما بترقص أكتر , كل ما بيتصقفلك أكتر , كل ما تبقى محبوب أكتر , فـ الغالب هتختار الخيار التانى , هتختاره بالرغم من إدراكك لعبثية الموقف اللى انت فيه , فهترقص فعلاً بكل قوتك , و هتلاقى نفسك بتشجع الناس كمان إنها ترقص بقوة أكبر , هتُنهك اه و هتحس بالدوخة لكنك هتفضل مكمل , هتبان للى بعيد فـ الحفلة إنك بارع جداً , لكن هيبان فى عيون القريبين منك إنك مجنون , هتضحك بصوت عالى و إنت بترقص و هتبص لفوق , للسما الفاضية , هتضحك بصوت أعلى كنوع من الثورة على كل اللى بيحصل ده , لكن السما هتبتلع صدى صوت ضحكك مهما بلغ شدته , ولو ردت عليك فمش هيكون بحاجة غير السكوت
..

حقوق الطبع والنشر محفوظة ، لـ مجلة انا وذاتي