Social Icons

اعترافات صادقة : لـ | وليد حمدي اسرائيل

حسناً , لقد فشلتُ للدرجة التى لم يعد متاحاً لى عندها أن أقدم أى ’ حجة ’ أو تبرير لفشلى هذا , لذلك لا مفر من الاقرار بالفشل و تقديم بعض الاعترافات الصادقة الى أقصي حد , تلك الاعترافات التى تجعلنا عرايا تماماً , كاشفين عن كل تلك الخبايا و النواقص التى طالما أجتهدنا فى إخفائها بكل الحيل الممكنة , سأُحدثكِ الآن مثل ما أُحدِث نفسى أمام المرآة ...
بدايةً يجب أن تعرفى أنه فى وسعى ان أكتب لكِ مئات الرسائل الجميلة , مئات القصائد , ولطالما فعلتُ هذا دائماً , و لكن يبدو أنه ليس فى وسعى مطلقاً أن أجعلكِ تضحكين عندما نجلس سوياً , لقد تمنيت دائماً ان يستبدل البشر الكلامَ بالكتابة , بالطبعِ أدرى إن هذا مستحيل و غير منطقى , و لكن يكون التفكير فى هذة الامنية منطقياً تماماً عندما نكونُ وحدنا و لا أجد طريقة للشروع فى بدء المحادثة !
أنا باختصار يا صديقتى صاحب قلم بارع و مؤثر ولسانٌ عاجز و مرتعش , جرىءٌ فقط على الورق وفى خيالاتى الغير متحققة دائماً , ربما عملية الكتابة بالنسبةِ لى مجرد تعويض عن هذا الفشل ’ الذريع ’ بكل تأكيد , ربما ليست أكثر من طريقة ما لتفريغ الشحنات العاطفية الغير مفرغة فى مكانها , ولكن هل تكفى الكتابة ؟ , بالطبع لا .. , إنها عملية تحايل على الواقع , إبراز للإمكانيات الغير متحققة , ثم الاستغراق فى تأمُلِها , ثم الغرقَ في هذة التأملات الجميلة الذى يصاحبه بالضرورة ابتعاداً عن الواقع ! , فأنا أتخيل مثلا إننى أُقبلكِ , و أستغرق فى تخيل هذا حد الغرق , ثم أقصى ما أستطيع فعله هو أن أٌلمِح لهذا _ أعنى التقبيل _ فى القصائد التى أكتبها لكِ , ولكننا عندما نكونُ سوياً فى الواقع , لا أستطيع أبداً أن أتخذ القرار بالبدء , بل يصبح أكثر شىء أتمناه هو أن أكونَ ’ خفيف الظل ’ ليس أكثر ! , هذا هو الاعتراف الاول الذى أحببتُ أن أبدأ به لسببٍ غير واضح بالنسبة لى

الاعتراف الأول متعلق بى وحدى إلى حدٍ كبير , فلستِ سبب من أسباب فشلى هذا , بل أن اللوم كله يقع علىّ , ولكن الاعتراف الثانى ربما يحمل بعض اللوم لكِ , الاعتراف باختصار يا صديقتى هو أننى أستشيطُ غضباً عندما تمزحين مع أصدقائك _ الذكور بالطبع ! _ , أعرف أن هذا يبدو به الكثير من الغيرة التى أعتدنا أن نخفيها لكى لا نظهر كـهمجيين أو بدائيين أو رجعيين أو أى شىء من هذا القبيل , و لكن هذا أمرٌ ليس باستطاعاتى أن أتحكمُ فيه , فأنا أُحبِك للدرجة التى تجعلنى أرى فيها كل الذكور منافسين لى , حتى إن كانَ هذا الذكر هو أقرب أصدقائك !! , أعلم إن تلك الغيرة الزائدة و التى ربما تتسم بالحيوانية تناقض جميع معتقداتى العقلية , و ياللغرابة , لقد وقعتُ فى الفخ الذى لطالما أنتقدتُ من هم فيه , فيبدو أن مبادئى ما زالت ملطخة بالعديد من القاذورات , أتعرفِ : لقد أكتشفتُ الآن و أنا أكتَب لكِ هذا الأعتراف أنه يديننى أنا فقط , عكس ما أدعيتَ فى أوله من أنه يحمل بعض اللوم و الإدانة لكِ , فعيناى المرتعشتان القلقتان دائماَ بسبب ضعفى وارتباكى هما ما جعلتانى أرى الأمور بهذا الشكل , فنعم يجب أن أعترف بِأنى أراهم منافسين لى لأنى لم أُفلح الى الآن فى تقبيلك حتى , هذا عوضاً عن أن أتمكن من بدء محادثة !! .
و الآن يا صديقتى , بعد أن تعريتُ بشكلٍ شبه كامل و قمتُ بنشر أكثر أوراقى سرية , و بعد أن هجوتُ الكتابةِ بالكتابة ! , و سددتُ العديد من الرصاصات إلى جسدى , لم أعد أريدُ غير قول شىءٍ واحد , و هو عبارة عن طلب صغير أتمنى أن تحققيه لى , : ’’ عانقينى .. قبلينى .. إترُكينى و إذهبى ’’

حقوق الطبع والنشر محفوظة ، لـ مجلة انا وذاتي