Social Icons

افتحر : لـ | وليد حمدي اسرائيل

هناك أشياء أنا أفتخر أنني لم أفعلها .. رغم أنها لا تدعوا للفخر أبداً هي أشياء عادية بل وأكثر من عادية تنتهجها المجتمعات المحترمة ، وبما أنني أعيش في مجتمع مريض فأنني لحد هذه اللحظة :
أفتخر أنني لم أتحرش بفتاة في الشارع أو أي مكان
أفتخر أنني لم أرمي الأوساخ من نافذة السيارة في الشارع
أفتخر أنني لم أدفع رشوة ولم أتقاضاها
أفتخر أنني لم أبتز أي فتاة وأهددها بالفضيحة
أفتخر أنني لم الحس حذاء أي سياسي أو أتملق له والمع صورته الفاسدة أمام الناس
أفتخر أنني لم أشتم شخصاً إختلف معي برأي أو سجال ولم أفرض قناعتي على أحد غصباً وإجباراً
أفتخر أنني لم أكتب كلمة تدعوا للكراهية ولم أحرض على الطائفية والعنصرية ولم أعتبر إي إنسان يشاركني هذا الكوكب بأنة أقل رتبة مني وأنبزه بالكافر أو أي لقب آخر غير " إنسان "
أفتخر أنني لم أخرب الأملاك العامة ولم أقطع شجرة أو أحرق حديقة أو أحفر شارع أو أزعج جار بأي شكلٍ من الأشكال
أفتخر أنني لم أسمي السافرة عاهرة ولا المحجبة عفيفة وكنت أكره أن أقيم الناس حسب ملبسهم ومكانتهم وما يملكون بل كنت دائماً أقيمهم حسب أخلاقهم وإنسانيتهم وذوقهم وما يملكونه من ضمير
أفتخر أنني كلما تذكرت نفسي كيف كنت أفكر سخرت منها وهذا يدل على أن فكري يتطور وطريقة فهمي للوجود والحياة تتطور ولست أعتنق أفكار حجرية على إعتبار أنها الحقيقة المطلقة
أفتخر أنني لم أنتمي لقطيع ولم أروج لقطيع بل كنت أدعوا دائماً أن يكون الإنسان حراً ويتخلى عن عبوديته حتى وإن كانت فكرية
أفتخر أنني لم أسخر من شخص مريض أو من ذوي الإحتياجات الخاصة ولم أستغل معاناتهم لأجل الشهرة والمال
أفتخر أنني لم أشتم أبناء بلدي في الشمال ولا الجنوب ولم أدعوهم مسلمين ومسحيين
بل كانوا عندي مصريين متساويين كأسنان المشط وأحبهم كثيراً ..
أفتخر أن لدي أصدقاء من جميع الطوائف والمذاهب والأديان والأعراق ولم أفرق بين أحد منهم ولو بالقدر القليل

أفتخر بأشياء أخرى كثيرة جداً ، ربما سيأتي من يقول أنت تدعي المثالية الى حد الإعياء لكن هذه ليست مثالية يا أصحاب ، هكذا يجب أن يكون المجتمع وهكذا يجب أن تكون أقانيمه وهكذ يجب أن يكون ضميره ، هذه ليست مجرد مثاليات ساذجة أنما منهج لحياةٍ قويمة لتأسيس مجتمع مثالي نورثه لأجيال المستقبل ، إن كنت فعلت أحد هذه المثالب أعلاه راجع نفسك فأنت تساهم بخراب هذا المجتمع ، الإصلاح يبدأ من الذات ، يبدأ عندما يوخزك ضميرك عندما تريد الجلوس على عرش الخطايا ، حتى حسب فلسفة وأدبيات الدين أن كنت سأنتقي منه قولاً فسأختار " لا يُغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم "  ..... هذه البلاد هي مجرد ماء وصحراء وسهل وبحر وتاريخ قديم .. أما واقع هذه البلاد فهي إنعكاس لصورة شعبه فالشعوب المحترمة هي التي تصنع من أوطانها دولاً محترمة .

حقوق الطبع والنشر محفوظة ، لـ مجلة انا وذاتي