Social Icons

المراهقة الفكرية : لـ | وليد حمدي اسرائيل

للأسف من الفخاخ اللى ممكن يقع فيها بسهولة اى حد متعطش للقراءة و للمعرفة فى مجال معين أنه يسلم دماغه لشخصٍ ما أو لمجموعة أفراد أو حتى لمؤسسة و هما يقوموا بوضع خط عام لقراءاته عشان يشكلوا وعيه بحيث يبقى زيهم و يبقى تكوينه الفكرى مطابق لتكوينهم و يكون عضو منهم
وطبعا الموضوع مش بيبقى غصب أو بالقوة لكن السلطة عامةً ليها أشكال كتير غير القوة , المهم انه بمرور الوقت هيتكون عنده أحساس برغبة للانتماء الشديد ليهم و انه عايز يبقى عضو منهم , وبعدين رغبة بأنه يكون عضو بارز وسطهم , فبيكمل لوحده فالخط اللى هما حطهوله فالاول , و بالتالى بيبقى خاضع لسه ليهم أو لظلالهم و ان كان بيبقى مش مدرك ده فى المرحلة دى , و ممكن يتحول كمان تحت تأثير الحماسة و الرغبة فى الانضمام أكثر و البروز أكثر وسط الجماعة أنه يكَون آراء راديكالية جداً , و دى من أبرز سمات المراهقة الفكرية عامةً : الانجذاب للافكار الراديكالية و حب الظهور بمظهر المُنَظِر ليها
وده اللى بشوفه منتشر جداً فى اغلب الاحزاب اليسارية على سبيل المثال فى اهتمامها بكسب أعضاء و خلاص , أعضاء مراهقين دماغهم فاضية تماما و مستنيين اللى يملهالهم بل و متحمسين لده , و كمان فى المساجد و الكنايس من الشباب اللى بحكم نشأتهم فى مجتمع بيبص بتقدير للشخص المتدين بيبقى عنده رغبة فانه يبقى كده , فبيروح يسلم دماغه لشيخ ما وان كان حتى ممكن يتابعه فقط ع النت , و تحت تأثير رغبته فى انه عايز يثبت نفسه و يوصل انه يكون ’ متدين ’ حقيقى بالمفهوم اللى اتنقله من المجتمع بيقرر انه يدوس جامد فى السكة دى , ففخلال مدة قصيرة بتلاقيه بقا حد متشدد جداً و بيميل دايماً لاقحام الدين فى أى شىء و بيميل دايماً فى كل مناسبة أنه يعلن آراءه الراديكالية و المتعصبة بصوت عالى يحس فيها بأد أيه هو بارز و مختلف عن الآخرين , زى برضو ما بيميل اغلب مراهقين اليسار دايما انهم يقحموا أى شىء فى سلم طبقى و يناقشوه عـ الاساس ده , و ميلهم دايما لايجاد تفسير طبقى لاى ظاهرة ما , مهما كان ده متكلف جداً بل و كوميدى كمان فـ أحيان كتير
لذلك مفيش أجمل من أنك انت اللى تقرر لنفسك دايماً , و انك متكنش متسرع لانك تترمى فـ أحضان جماعة ما تحسسك بالتميز باعطاءها هوية ما ليك , الجميل انك على اد ما تقدر متقعش ضحية لهالة حوالين شخص ما أو مجموعة اشخاص او مؤسسة ما , جميل انك تستفيد من تجربة شخص ما , جميل انك تكون آراءك بنفسك سواء كانت فى النهاية هتبقى مختلفة جدا عن السائد او متشابهة جدا او متطابقة مع اراء البعض او الاغلبية , لكن مش من الجميل انك تكون مجرد مستعير للآراء ومقلد بشكلٍ ما
و على فكرة كلامى ده هتلمسه جدا من وجود انماط واضحة و بقوة لفئات زى الاسلاميين او اليسارين او الخ الخ , و هتقدر تكتشف ده بسهولة جدا من اختلاطك بأى فئة من دول , هتلاحظ وجود أشياء كتير جداً مشتركة _ وده مش اعتباطا _ بين اللى بينتمو للفئة , و هتلاقى التشابهات دى بتتعدى مجرد كونهم بيشتركو فى اراء ووجهات نظر لا هتلاقى تشابهات كبيرة جدا فى أسلوب الكلام و مصطلحاته و طريقة اللبس و الشكل بل حتى فى الذوق الفنى !! و الخ الخ من هنا للصبح , فبصراحة كده هتكتشف ان اغلب الاعضاء دول نسخ من بعضها و ان اغلبهم يا اما مراهقين و بيبحثوا عن جماعة او مؤسسة أو ممكن نقول ’’وسط ما ’’ يضفى ليهم هوية مميزة و يديهم احساس بالثقة و بالقوة او بالثقل , أو أعضاء كبار كانو يوماً ما المراهقين دول و وقعوا فى الفخ اياه من زمان و بقى صعب جدا يطلعوا منه او يكتشفو حتى انهم وقعوا فيه !
*طبعا مش محتاج أقول ان الكلام ده مش فى المطلق و لكنى اعتقد انه بينطبق بشكل كبير على الاغلبية*

حقوق الطبع والنشر محفوظة ، لـ مجلة انا وذاتي