Social Icons

كافكا سيوران نيتشه ومنير : لـ | وليد حمدي اسرائيل

بينما كان كافكا يجلس على الارض فى ركنٍ من أركان غرفته المظلمة فى وضعٍ شديد الانطواء , كان سيوران يصارع الأرق بالقراءة , ناظراً بشكلٍ جانبى للعالم , كأنه يحاول تلافى التحديق فى الوجود البشرى بأكمله
.
نيتشه ما زال يبكى وينتحب على _ من وجهة نظره _ خيانة ’ لو سالومى ’ له , ينظر للصور القليلة التى تجمعهما سوياً فى روما حيث التقيا للمرة الاولى , “من أي سماءٍ سقط هذا النجم؟” , تذكر نيتشه جملته هذة عندما قابل لو للمرة الاولى .. ثم ابتسم متنهداً ..
.
منير : ولو ف يوم راح تنكسر لازم تقوم واقف كما النخل باصص للسما للسما
ولا انهزام ولا انكسار ولا خوف ولا ولا حلم نابت ف الخلا ف الخلا
.
يخرج نيتشه مسرعاً من غرفته كأن منير قد صاح أن لو سوالومى تنتظره فى الاسفل , يجلس على أحدى الكراسى , محدقاً بشغف لمنير وهو يغنى , يفتح سيوران بدوره الباب بهدوء ويمشى ببطءٍ شديد متجهاً للكرسى الذى بجانب نيتشه ( كان يمىشى بطريقة توحى بأنه يجُر أحمالاً ثقيلة ) , و مان إن وصل اخيراً الى الكرسى حتى جلس
.
منير : غنوتك وسط الجموع تهز قلب الليل فرح تداوى جرحى اللى انجرج اللى انجرح
.
يتسلل كافكا ليقف على أعتاب غرفته , يبدو ذاهلا وشاحباً , مما يوحى بأن تمزيق قصصه التى كتبها اليوم قد أستنفذ جهداً لا بأس به
.
منير : ترقص ؟!
.
يجرى كافكا نحوهم , يقف بين منير ونيتشه وسيوران , ينظر لمنير و يومأ له بالموافقه , بينما كانت الدموع قد بدأت تترقرق فى عينيه
.
منير : أرقص , غصب عنى أرقص , غصب عنى غصب عنى أرقص
.
يرقص كافكا ومنير بمهارة , متشابكان الايدى , بينما يمزق نيتشه مجموعة الصور التى تجمعه بلو سالومى , فيبدو بعد ذلك أكثر تماسكاً , لا يبدى سيوران أى رد فعل باستثناء نظرة عابرة توحى بالتهكم , وكعادته كان يتساءل بداخله : هل حقاً صارت المياه كلها بلون الغرق ؟ ..

حقوق الطبع والنشر محفوظة ، لـ مجلة انا وذاتي