Social Icons

العاطفة الزائدة : لـ | وليد حمدي اسرائيل

صديقتي لا تُجيد الشكوى كثيرًا ، لكنها اختارتني لكي تبوح لي بأمرٍ يحزُ بخاطرها أنّ تكتمه أكثر دون أنّ تجد له حلًا ، علاقة عاطفية مُضطربة ، هكذا بدا الأمر ، عندما يتعلق القلب بالشخص الخطأ ويُسبب دمارًا نفسيًا لصاحبهِ ، عندما يشعر الشخص بأنهُ يندفع من دون وجهة بكلِ مشاعرهِ وعواطفه نحوَ انسانٍ يبدو وكأنه يقف على سفحِ الجبل وعندما يُحاول الإقتراب منه سيتعثر ويسقط في الهاوية ولن يُحاول هذا الشخص المرغوب بهِ حتى المساعدة ...

هو مُرتبط ، وأظنه يُحب خطيبته كذلك ، فقد إرتبط بها بعد علاقة حُب طويلة .. لكن بعض العلاقات الطويلة يُصيبها الملل فيُحاول أحد الأطراف أن يخلق بعض الحماس والإثارة والدخول بلعبة تُسليه بعض الوقت ، فكانت صديقتي هي الضحية ، هي تعلمُ يقيناً أنه لا يُحبها ، ولن يستبدلَ خطيبته بها .. لكنها تعيشُ على هذا الأمل الضئيل !

قالت لي ، هل أنا مُخطئة ؟
قلتُ لها بلى ، لستِ مخطئة فقط إنما تتصرفين بسذاجة وغباء ، وأظنكِ أكبر شأنًا من أن تربطي كيانكِ وعواطفكِ ومستقبلكِ بوهمٍ سخيف .. توقفي عن هذا حالاً .. توقفي عن القتال الآن ، أنتِ تخوضين معركة خاسرة معه ، لا تدعي عاطفتكِ هذه تقودكِ نحو الهاوية ، توقفي عن القتال لأجل علاقة مع شخص لا يستطيع أن يرىٰ كم أنتِ مميزة بنظرهِ ، شخصٌ يعاملكِ كأنكِ إنسانة عادية أو دُمية يتسلى بها وقت الفراغ ، شخصٌ لا يراكِ جميلة وثمينة ليحتفظَ بكِ طوال العمر ، لا تضيعي وقتكِ بالمقاومة والتبرير لتقفزي عائدةً لمعسكر قلبه الذي لن تجدي لكِ مكاناً فيه ، هو لا يستحق كل هذا ، أنا أعلم كم هو صعبٌ عليكِ أن تسمعي هذا الكلام ، لكنكِ يا صديقتي بحاجة لأن تمضي قُدماً في حياتكِ وأن لا تمضغي الماضي بحسرة المتعفف الذي خسر كُل شيء ، تجاوزيه ببرود فقط ... لن تتوقف الحياة ولن يتوقف دوران الكوكب لأنكِ قررتِ أن تُنهي هذه العلاقة المعطوبة !

أحيانًا تكون العاطفة الزائدة أخطر على صاحبها حتى من مرض السرطان.

حقوق الطبع والنشر محفوظة ، لـ مجلة انا وذاتي