Social Icons

مبيد بشري : لـ | وليد حمدي اسرائيل

لا بد من إختراع مبيد بشري
لا يقتل
لا يخنق 
وإنما المبيد الذي يجبر المتسممين فكرياً على الشعور بالعجز 

العجز عن إنتاج الغباء 
عن كتابة الكتب
عن تأليف الموسيقى والأغاني الهابطة
عن إطلاق الفتاوي الدينية
عن توليد التخلف
عن التفوه بالحماقات 

ذلك المبيد الذي يحجب عقولهم عن التفكير 
إلى الأبد

تواصل نابع من العدم : لـ | وليد حمدي اسرائيل

من المخيف أيضاً أن تملك مشاعر عملاقة كهذه ولا يمكنك تسريب ولو كلمة واحدة نحو الإتجاه المطلوب .

إن المخلوق البشري بطبعه ومهما كان كتوماً وأكثر غموضاً يبقى ضعيفاً أمام التوقف عن التعبير والتفسير والفلسفة ، لذلك ، ومن وجهة نظري الشخصية ، أرى أن الكتاب الناجحين هم من أبناء جلدة الصمت والغموض ، ولو سمحتم لي بالتعمق في وجهة نظري أكثر فإني سأقول أنهم ليسوا الكتومين وحسب ، بل وغير القادرين على الوصول الى الأشخاص الحقيقين والسريين الذين يكتبون إليهم نصوصهم ، ويمكن وصف هذه العلاقة على أنها طردية ، أي كلما صَعُب عليك الإتصال بشخصك السري تزداد قوتك في التعبير والدهشة ظناً منك أن الخناق الذي يضربه عليك حصار البعد يمكن كسره بالفلسفة العميقة ... 

وفي النهاية ، لا تُطبَّق هذه العلاقة على الكُتاب فقط وإنما على الجميع ؛ فعندما تجرأت أمامكم فقلت ( من المخيف أن تملك مشاعر عملاقة كهذه ) فكان المقصود الفعلي من وجهة النظر هو الآثار المستقبلية الناجمة عن أي كتوم بشري تعذر عليه الوصول إلى معرفه ، لأنه سيجد نفسه في نهاية المطاف منهمراّ كشلال تفجَّر نتيجة ضغط زائد في باطنه ، لذا ، سيندفع فجأة ومن دون توقعه لذلك إلى التكلم الى أي إنسان بغض النظر أكان جديراً بالثقة أم لا وإلى أي شيء ولو كان جماد ... سيصبح فيلسوفاً ، بل سيتكلم أكثر من أستاذ صف ، سيتكلم أكثر من اللازم ، لأن الكلمة ، وأقول الكلمة بالتحديد ، ليست مالاً بمقدورنا ادخارها حتى زمن طويل وانفاقها حسب المزاج ... بل سيتم صرفها أول بأول .

على أية حال ، إلى متى سأبقى هكذا أحادثك دون أن أراك أو أسمع صوتك !؟ وإلى متى سيستمر هذا التواصل بيننا النابع من العدم !!؟

حقوق الطبع والنشر محفوظة ، لـ مجلة انا وذاتي