Social Icons

Featured Posts

أنا فعلاً هنا من أجلها : لـ | وليد حمدي اسرائيل

يوماً ما هغني واقول عليكي عيون
لا بتنافق ولا بتخون
وفيها من الأمان مخزون
وفيها من الجمال اسرار
عليكي كلام
 يمشي الحزن وابقى تمام
يطمن قلبي يرجع خام
 ف أكون أنا وإنتي كالأطفال
عليكي سلام 
يقويني على الأيام
في طاقة تزقني لقدام
وبيها بكمل المشوار
عليكي هدوء
حلاوة صوت ونظرة شوق
أكون زعلان اشوفك اروق
وأحس براحة واستقرار
عليكي جمال
وقلبِك صافي وابن حلال
معاكي بعيش في راحِة بال
ومن غيرك بكون محتار
وجودك خير
بضحكة تخلي يومي جميل 
بتسندي ضهري وقت ما أميل

في وقت كتابتي انا عندك مرفوض ومحاولاتي مش لاقية قبول 
هفضل اعيد وازيد واقول انا عاشقك وعاشق حرف الميم لانه من حروف اسمك يا منوش وعمري في يوم ما نظرت بشهوة لحتة من جسمك لكني محتاج لحضنك وطني فسبيني فيه ادوب والغي من قموسك ممنوع وانك كده لاني من اجلك انا هنا موجود

زوربا: لـ | وليد حمدي اسرائيل

منذ وقت طويل ، أتذكر أني كنتُ أحب فتاة لا تُحبني ، كنت أمر بمراهقة عاطفية ساذجة ولم أكن أملك الوعي ولا الفكر الذي يجعلني أسيطر على عاطفتي تجاه الآخرين ، فكنت أتألم من بعدها عني وهجرها لي ، كنت أُحدث نفسي دائماً : " ترىٰ ما العيب فيِّ ، وما الذي يجعلها غير معجبة بي ؟ " ، كنت أحس بنقص وحالتي النفسية كانت سيئة جداً بسببها ، بقيت أصارع شغفي تجاهها وأحاول قمع رغبتي بها فترة طويلة ، إلا أنني فشلتُ مراراً ، كنت متعلق بها وبكل تفاصيلها الى الحد الذي جعلني لا أرىٰ غيرها من نساء ، بالمقابل هي لم تُعرني أي إهتمام مطلقاً ، الذي ساعدني على نسيانها هي ( رواية ) ، نعم مجرد كتاب أشتريته مرة وكان أسمه (زوربا) لنيكوس كازانتزاكيس ، كانت تلك الفتاة تُسيطر على عقلي حتى عندما أقرأ أو أتصفح الإنترنيت ، في أحد فصول الرواية سأل الرئيس زوربا وقال له :

- لماذا قطعت أصبعك ؟
أجابه زوربا : " لقد كانت تزعجني وتقفُ في طريق عملي في النحت ، وتفسدُ عليَّ مشاريعي ، وفي ذات مرة أمسكتُ بفأس صغيرة ثم ... " 
- ألم تشعر بالألم ؟ تحدث الرئيس
فقال زوربا : " كيف لم أشعر بالألم ؟ هل تعتقد أني جذعُ شجرة ؟ ، أنني إنسان ، لقد تألمت ، لكن كما قُلت كانت تقفُ في طريقي فقطعتها ! "
- ثم هدأ البحر عند غياب الشمس ثم رحتُ أفكر والمتحدث هنا هو الرئيس : " كيف نحبُ إلىٰ هذا الحد ، ثم نأخذُ فأساً ونقطع ثم نتألم ؟

هذا المشهد الحواري في هذه الرواية هو الذي أحدث زلزال في تفكيري وصعقة ضربت مشاعري كلياً ، نعم كانت تلك الفتاة مثل أصبع زوربا بالنسبة لي ، كانت تعيقني وتسيطر عليَّ وعلى مشاعري وتقف في حلقي مثل قطعة زجاج ، الذي حدث أنني حملتُ فأسي كذلك وقطعتها ومزقت جميع الذكريات بألم شديد ثم ما لبثتُ حتى تحررتُ كلياً منها ومن عشقها الساذج ، بعد هذا الفعل كنتُ أفكر كم كنت غبياً عندها ، فليسَ هنالكَ أحد يستحق أن نلغي كياننا ونعطل حياتنا لأجله ، هي إهانة كبيرة لذواتنا أن نقف على الهامش في حياة شخصٍ آخر ، في ذات الوقت الذي كنتُ أشعر بالحزن لأني كنتُ أسير عشقٍ وهمي إكتشفتُ بعد ذلك سعادة أن أكون في حياة شخص لا يعاملني كأنني شخصٌ عادي ، هذه الحادثة تخطر على بالي كلما سألني شخص ترىٰ مالذي تستفيده من إضاعة وقتك في قراءة الروايات والكتب ، لولا زوربا وكلماته لما ساعدني أحد ، أعشقُ تلكَ النصوص الأدبية المرصوفة ، أعتبرها الصديق الأوفى لي عندما أريد أن يحدثني أحد ويرتشفُ بعضاً من حزني ويواسيني ... القراءة ليست للتفاخر والتسابق لأجل تسطير عشرات الكتب ، بل هي قراءة كتاب واحد ربما قد يساعدك في تغير حياتك جذرياً ... فالأدب هو موهبة أن نحكي حكايتنا الخاصة كما لو كانت تخص آخرين ، وأن نحكي حكايات الآخرين كما لو كانت حكايتنا الخاصة .

مبيد بشري : لـ | وليد حمدي اسرائيل

لا بد من إختراع مبيد بشري
لا يقتل
لا يخنق 
وإنما المبيد الذي يجبر المتسممين فكرياً على الشعور بالعجز 

العجز عن إنتاج الغباء 
عن كتابة الكتب
عن تأليف الموسيقى والأغاني الهابطة
عن إطلاق الفتاوي الدينية
عن توليد التخلف
عن التفوه بالحماقات 

ذلك المبيد الذي يحجب عقولهم عن التفكير 
إلى الأبد

تواصل نابع من العدم : لـ | وليد حمدي اسرائيل

من المخيف أيضاً أن تملك مشاعر عملاقة كهذه ولا يمكنك تسريب ولو كلمة واحدة نحو الإتجاه المطلوب .

إن المخلوق البشري بطبعه ومهما كان كتوماً وأكثر غموضاً يبقى ضعيفاً أمام التوقف عن التعبير والتفسير والفلسفة ، لذلك ، ومن وجهة نظري الشخصية ، أرى أن الكتاب الناجحين هم من أبناء جلدة الصمت والغموض ، ولو سمحتم لي بالتعمق في وجهة نظري أكثر فإني سأقول أنهم ليسوا الكتومين وحسب ، بل وغير القادرين على الوصول الى الأشخاص الحقيقين والسريين الذين يكتبون إليهم نصوصهم ، ويمكن وصف هذه العلاقة على أنها طردية ، أي كلما صَعُب عليك الإتصال بشخصك السري تزداد قوتك في التعبير والدهشة ظناً منك أن الخناق الذي يضربه عليك حصار البعد يمكن كسره بالفلسفة العميقة ... 

وفي النهاية ، لا تُطبَّق هذه العلاقة على الكُتاب فقط وإنما على الجميع ؛ فعندما تجرأت أمامكم فقلت ( من المخيف أن تملك مشاعر عملاقة كهذه ) فكان المقصود الفعلي من وجهة النظر هو الآثار المستقبلية الناجمة عن أي كتوم بشري تعذر عليه الوصول إلى معرفه ، لأنه سيجد نفسه في نهاية المطاف منهمراّ كشلال تفجَّر نتيجة ضغط زائد في باطنه ، لذا ، سيندفع فجأة ومن دون توقعه لذلك إلى التكلم الى أي إنسان بغض النظر أكان جديراً بالثقة أم لا وإلى أي شيء ولو كان جماد ... سيصبح فيلسوفاً ، بل سيتكلم أكثر من أستاذ صف ، سيتكلم أكثر من اللازم ، لأن الكلمة ، وأقول الكلمة بالتحديد ، ليست مالاً بمقدورنا ادخارها حتى زمن طويل وانفاقها حسب المزاج ... بل سيتم صرفها أول بأول .

على أية حال ، إلى متى سأبقى هكذا أحادثك دون أن أراك أو أسمع صوتك !؟ وإلى متى سيستمر هذا التواصل بيننا النابع من العدم !!؟

أحيانا أخجل من كتاباتي : لـ | وليد حمدي اسرائيل

أحيانا أخجل من كتاباتي، يعتريني شعورٌ بالأسف أن الناس لا يقرؤون إلا المنشور، وأن السلطات لا تسمح بتمرير كتابٍ إلا إذا لم يمس شرفها الرخيص بالتصريح أو التلميح، والناس تضعك في خانة «كاتب الحب»، الذي لا يعرف في حياته إلا «سيدتي»، وهم لا يدرون كم ألف كلمةٍ حملتُ بها ولم تُولد بعد، وكم ليلة سهرت وواصلت الليل بالنهار على مكتبي، وكم شهرا عكفت على الكتابة لمشروعٍ تم ولم يؤذن له بحفل الافتتاح، فبدلًا من قص الشريط قصوا لساني.
..
بالسجن دخل كتابي بطرق مختلفة، قرأه الرجال في طرة والوادي وجمصة وغيرهم، وقرأته الفتيات في القناطر، ومن داخلي كنت أرجو ألا يمر، ألا يعبر، سيقولون: أي إنسانٍ هذا الذي يتحدث عن الحب في الحرب؟ عن الحرية في السجن؟ عن أناسٍ غيرنا؟ لكنهم قالوا: بالعكس، نحن لا نحتاج إلى من يبيع المية في حارة السقايين، اكتب عن المشاعر فإنها الوحيد الذي لا يستطيعون الوصول إليه.
..
وكان هذا عزائي الوحيد، وعزائي أن الكلمات أبقى، وأن قلمي من رصاص ومكتبي من خشبٍ متين، أمتن من الخشب المصنوع منه عروش الطغاة، ويوما ما سيفاجؤون أن كل شيء مسجل، وأن المسجل مؤجل، وأن المؤجل إن تأخر مهما تأخر لا يموت.
..
أعود لأكتب روايتي الثانية التي أعلم أنها لن تُنشَر الآن، ويمكنني نشرها بالخارج لكنني أرفض نشر أي كتابٍ لي من خارج مصر أولا؛ فهي المبدأ والمبتدأ ولا يجوز أن يكون كلامي فيها خبرا، أعود لأكتب وأنا أعلم أنها الأخرى ستظل حبيسة درج مكتبي، وسأكتب عوضًا عنها كتابًا، أعلم أنني سأكتبه من كل قلبي، وأعلم أنني سأكون صادقًا في كل حرفٍ به، فالقلم يملكنا ولا نملكه، لكنه يصلح للنشر أكثر من غيره.
..
مكتوبٌ للكتب التي تتحدث عن الإنسان ومشاعره، عن المجتمع والتراث، أن تخرج إلى النور قبل الروايات التي تتحدث عن الإنسان المنسي، والمجتمع المكوي، وأنظمة الظلام. هي فقط قضية الترتيب.. اليوم ننشر عن مصر التي في الذاكرة، وغدا عن مصر التي في القاهرة.
..
بدرج مكتبي سيكون ترتيبه «الرابع»، بعد تنهيدة، وروايتين، تنهدت بهما كثيرا وحبست فيهما أنفاسي ولم يشإ الله أن أطلقها بعد.
..
ووصيتي إذا رآني أحدكم، فليعلم أن خلف اللسان الذي يحكي عن الحب حلقٌ مكتظ بالكلام عن الحرب، وخلف القناع المسالم وجهٌ يقاوم، وخلف التنهيدة نفسٌ طويلٌ مكتومٌ منذ سنوات طوال.
..
- وهل تموت الروايات حبيسة الأدراج؟
- كلا، الحكام يموتون أولا.

هل أنت مرتبط ؟ : لـ | وليد حمدي اسرائيل

- هل أنت مرتبط ؟
* واقعاً لا أملكُ جوابًا لمثلِ هكذا أسألة ، أعتقدُ أن الجواب الذي يختصر الفوضى التي تدور في داخلي عندما أسمع هذا السؤال هو فقط .. " لا "
- هل كنت مرتبط في يومٍ من الأيام ؟
* نعم ، أحببتُ مرة ومرتين وثلاث وأربع ، عشتُ كل أنواع الحب ، من طرفٍ واحد ومن طرفين ، البعيد والقريب ، لا أعلم أن كنت أحبهن حقاً ، في بعض الأوقات كنت أحب واحدةً وأشتاقُ للأخرىٰ ، أحبهن في وقتٍ واحد ، " كنت أُحبهن جميعاً " ربما هذا التعبير الفارغ يدل على أنني لم أُحب أي واحدةً مِنهنَ
- من يطارد أرنبين في الوقت ذاته لن يستطيع إصطياد أي واحد أليس كذلك ؟ هل إحتفظت بحبِ أي واحدة منهن ؟
* لا .. ذهبن جميعاً ، لم أكن حزينًا فعلاً ، أما عن قرارة نفسي فلم أُحب وأهب قلبي إلا مرة واحدة ، تلك الفتاة التي أخذت حيزًا كبيراً من قلبي وتاريخي ، الفتاة التي أبكتني وجعلتني أنا الذي عليه اليوم ، الفتاة التي كُنت أفكر فيها دوماً وحتى أنا برفقة محبوبتي الجديدة ، الفتاة التي عجزت أن أُحب غيرها .
- ثم ماذا حدث ؟
* ثم خسرتها ، ثم تركتني تلكَ التي قالت لن أترككَ وحيداً في يومٍ من الأيام ، لقد ماتت !
- ماتت !
* نعم ماتت ، دفنوها في بيتِ رجلٍ غريب وكفنوها بالفستانِ الأبيض .
- لماذا لم تُقاتل لأجل الحصول عليها ؟ لماذا تركتها تذهب بكل تلك السهولة ؟
* كنتُ سأقاتل لأجلها ، كنتُ سأقاتل لأجل أن لا أخسرها ، كنت سأموت في سبيل حمايتها لو أنها فقط ظلت تُحبني ولم تستسلم ...
- ثم ؟
* ثم أعتزلت الحُب بعدها ، هل تعلم يا صديقي أن أغلب الذين إنعزلوا عن الحب كانوا أكثر الناس حبًا و شغفًا و صدقًا ، حتى أصاب قلوبهم وجعٌ عظيمٌ ، ذلك الوجع الذي يجعلك شخصًا لا يؤمن و لا يثق بأحد
- وماذا حصل بعد أن خسرتها ؟
* أحسستُ بفراغٍ عظيم ، كأن قلبي أصابه زلزالٌ مدويٍ أوقف الحياة فيه بالكامل ، لا أعلم ماذا سأخسر بعد أكثر ، حسناً لم يتبق شيء لأخسره ، خسرت الجميع ، كل من أُحبهم ، كان عددهم قليل جدًا ، إبتعدت عنهم وبعضهم تخلي عني وفي الحالتين أصبحت وحيد ، وحيد كُلياً كجندي قُتل كُل أفرادِ كتيبته وبقي وحده يُقاتل بيأسٍ شديد في معركةٍ يعلم يقينًا إنها خاسرة ، في مكانٍ بعيد عن الكل لا يوجد أحد يجلس بجواري يستمع لخيباتي الصغيرة ، لا أحد أتكيء عليه عندما أنحني من الحزن، أتعلم لم أعُد أنحني لقد وقعت كليا بعدما خذلتني ، لا أحد يستطيع تحمل صمتي وعدم قدرتي علي الكلام ، لا أعلم ماذا سأخسر بعد وإلى أين تنتهي بي الحياة، لكني مللتُ هذهِ الوحدة وأيضاً لا أمتلكُ الطاقة الكافية لأكون مع أحد ، فقط عالقٌ في دائرةٍ من الحزنِ ، حالة شبيهة بأن يتوقف الزمن ، لأبقى محبوس في زنزانةٍ مُعتمة داخل سجنٍ لا يرى قُضبانهُ أحدٌ سِواي حياةً مؤبدة ...
- أظنك يا صديقي تحتاج الى الحب ، تحتاج أن يلمس أحدٌ قلبكَ فيعطيه قبلة الحياة من جديد ، لكلٍ منا قدره في هذه الحياة ، وأظن أنه سيأتي اليوم الذي ستقتحم عليك فتاةٌ جميلة ذلك السجن الذي حبست نفسك فيه لتحطم قضبانه وتأخذك في حضنها وتلفُ روحكَ الحزينة بين ذراعيها ، لتعرف آنذاك ، أن الحياة من الممكن أن تكون جميلة جدًا مرةً ثانية
* ربما سأفسد الأمر مرة ثانية ؟
- قاتل لأجل من تُحب ، لا تيأس ، ستُحب وستفارق وستُهجر ، هكذا هو الحُب ، مهما أوجعك لا تكُف عنه ، لأن الحب هو الحقيقة الوحيدة الموجودة في هذه الحياة المليئة بالوهم .. الحب الحقيقي لا ينتهي ، والحب الذي ينتهي لم يكُن حبًا من الأساس ، أخرج نفسك من هذه الزنزانة المُعتمة ، وأبحث لنفسك عن ذلك الحُب الذي لا ينتهي ، حبًا شبيهًا بحبٍ الأفلام السينمائية ، عندما ينتهي إرتباط الحبيبين بموت أحدهما ، فيأتيه الآخر بوجهٍ يملأه التجاعيد ويبكي على قبر محبوبه ويخبره أنه كان بالنسبةِ له أجمل شيء في هذا العالم .. هذا هو الحب الحقيقي ، وما عداه هو عبارة عن نزوات عابرة ، أو مجرد روح منكسره ونفسٌ هشة تترنح كأنها تحت تأثير الثمالة وتبحث عن أي شخصٍ تستند عليه وتقنع نفسها أنها تُهيم بهِ حبًا وينتهي هذا الحب بمجرد أن تستفيق من ثمالتها ... أنت تستحق الأفضل يا صديقي ، فلا تدق أجراس اليأس فأن الحب لا يعرف عمرًا أو وقتًا وسيأتيك لامحالة ..

بيسبول  : لـ | وليد حمدي اسرائيل

لا أجد وصفاً يختصر مدى الراحة والسعادة بعدما حطمت تلفازي العزيز بعصا بيسبول وانقضضت عليه كمكبس نفايات حتى حولته إلى قطع صغيرة في أرجاء الغرفة، ولكم كامل الحق بالتساؤل والاستفسار عن السبب وكيف لإنسان أن يستشعر الراحة والسعادة بعمل إجرامي كهذا إلا إذا كان مجنون أو يعاني من إضطرابات نفسية!! لقد قضيت ساعات محاولاً إصلاح التلفاز من أجل مشاهدة فلم منتصف الليل الذي ترقبت موعده أسبوع كامل، حملته عصر الأمس إلى طوارئ الأجهزة الإلكترونية لكنه عاد فيما بعد ليمارس أعطاله الرذيلة معي، جربت إنعاشه بنفسي، إلا أنني كلما أصلحت الصوت تخرب الصورة، وكلما عدلت الصورة يهرب البث، وهكذا دواليك..

لا زلت أذكر مدى الجهد الذي بذلته خلال هذه الليلة في سبيل إعادته إلى العمل رغم أن موعد الفلم قد مضى وأيضاً إنتهى!! إلا أن الحب -حبي له- أرغمني على التمسك به تمسكا عظيماً... وقد بدا إصراري واضحاً على جعله جهازاً جيداً معي يحترم ما دفعته من مال من أجله وأحترم بدوري ما يقدمه من أجلي، اﻷمر الذي دفعني لأن أنزف صبري شيئاً فشيئاً حتى انقضضت عليه انقضاض مصارع...

                                 *****

بعد مرور ساعة وحسب  على القصة، وبينما أعيش الراحة والسعادة التي غمرتني عقبما فرغت من الجرم الشنيع بحق التلفاز واستليقت على السرير متنفسا بعمق لأنني تخلصت -إلى اﻷبد- من شيء أتعبني كل التعب، أفكر الآن، ماذا لو فعلت الأمر عينه مع العلاقات التي أنهكتني وأنا أحاول إصلاحها من جانب فتفسد من الجانب الآخر؟! ماذا لو انقضضت عليها بنفسي، بذاتي أنا، بيدي هاتين، وبدأت أحطمها تحطيما ولا أتركها ورائي إلا وهي جثث هامدة، إلى أن أتأكد تماماً بأنه لم يعد أبداً هناك أي أمل لإصلاحها؟! إلى أن أتأكد بأنني لن ألتقي بأولئك الأشخاص الذين أتعبوني... مرة أخرى!!

حقوق الطبع والنشر محفوظة ، لـ مجلة انا وذاتي